مقالات

د.أحمد شندى يكتب: البريكس الحاضر المستقبل لمصر الاقتصادية

تعود فكرة تأسيس البريكس لعام 2006 ثم انعقد اللقاء في يوليو 2008 في جزيرة هوكايدو اليابانية علي هامش قمة الدول الثماني الكبري وشارك يومها في هذا اللقاء الزعماء الأربعة ل ” البريك” واتفقوا علي التنسيق في القضايا الاقتصادية التي تهم بلدانهم وتؤثر في الاقتصاد العالمي؛ وكلمة “BRICS” اللاتنية المكونة للحروف الأولي من أسماء الدول الأعضاء الخمسة الحاليين وهم: البرازيل ثم “C” والصين “I” والهند “R” وروسيا ” B” لاحقا “S” انضمت جنوب إفريقيا، وانضمام مصر مؤخرا.

ويشكل البريكس 25.6%؜ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 25.9 تريليون دولار حتي عام 2022 ولديها موارد طبيعية ضخمة وتحقق معدلات نمو مرتفعة معظم الأحيان وتم الاتفاق في قمة 2014 علي إنشاء بنك التنمية الجديد برأسمال 50 مليار دولار ثم صندوق الاحتياطي النقدي برأسمال 100 مليار دولار ومقره شنغهاي في الصين فكان الهدف هو توفير الحماية ضد ضغوط السيولة العالمية لعملات الدول الأعضاء.

فوائد انضمام مصر إلي البريكس

يساعد مصر في تعزيز الفرص الاستثمارية والاستيرادية وتخفيف الضغط علي الموازنة العامة الدولة التي تتحمل أعباء ضخمة لتوفير الاحتياجات الأساسية من القمح والوقود في أعقاب اندلاع الحرب بأوروبا وما ترتب عليها من موجة تضخمية عالمية انعكست بالسلب في ارتفاع غير مسبوق لأسعار السلع والخدمات وكذلك زيادة تكلفة التمويل من الأسواق الدولية.

يساعد مصر في تزايد حجم السياحة القادمة والوافدة لمصر وكذلك حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة الواردة لمصر وتخلص مصر أيضا من هيمنة الدولار لكي تتعامل مع دول البريكس بالعملات المحلية لهذه الدول ومنها الجنيه المصري وهو ما سيعزز من قيمته.

يساعد مصر علي الاستفادة القصوي من بنك التنمية التابع للبريكس الذي يقدم قروضا بفوائد منخفضة عن الأسواق الدولية وهو ما يساهم في تعزيز إمكانية دعم الدول المنضمة له ماليا ودون أعباء كبيرة.

انضمام مصر لتجمع البريكس يحتوي على الكثير من الجوانب الإيجابية، ولكن هناك ضرورة لتحويل الاقتصاد المصري لاقتصاد إنتاجي، وتشجيع الصناعة لكي تكون قادرة على المنافسة في الأسواق الخارجية لتجمع “بريكس”.

وثمن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في بيان إعلان بريكس عن دعوة بلاده للانضمام لعضويتها مؤكدا أنه يتطلع للتعاون مع المجموعة لتحقيق أهداف تدعيم التعاون الاقتصادي وتطلع مصر للعمل على “إعلاء صوت دول الجنوب إزاء مختلف القضايا والتحديات التنموية التي تواجهنا، بما يدعم حقوق ومصالح الدول النامية.

يساعد مصر في إنهاء أزمات الاستيراد والتصدير وفتح أسواق جديدة للمنتج المصري وزيادة العلاقات المصرية الدولية مع أكبر الدول الاقتصادية وتوقيع اتفاقيات تجارية جديدة وصفقات استثمارية ضخمة
والتوسع التجاري مع أكبر اقتصادات ناشئة في العالمية وفتح المجال للنمو الاقتصادي السريع وإنهاء أزمات تسبب في تفاقمها الاعتماد على الدولار.

لماذا انضمام مصر؟

مصر تلعب دور محوري الدور متعلق بمواجهة بعض التحديات ووضع الأفكار لكيفية مواجهة الأزمات، من بين هذه التحديات الإرهاب، والنزاعات، وتغيير المناح، وتحديات الأمن البيولوجى، والأمن الغذائى والتجربة الرائدة للدولة المصرية، وجادية قيادتها وشعبها في وصول مصر إلى الدور الرائد إقليميا ودوليا وهذا يشير إلى تبني مصر بعض الاستراتيجيات هدفها التقدم في كافة المجالات المتنوعة علي كافة الأصعدة.

وعلاوة علي ذلك انضمام مصر خير دليل علي أنها من الاقتصاديات المرشحة لتحقيق معدلات مرتفعة للنمو مما يؤدي لتقدم مصر في برنامجها الاقتصادي.

السؤال يطرح نفسه هل نلاحظ تأثير البريكس والاستفادة منه علي المدي الحاضر أم المستقبل؟

طبعا المواطن البسيط هيقول وأنا هتستفيد إيه من دخول مصر تكتل “البريكس بلس”.

هناك العديد من الخبراء والمختصين علي أن التأثير سيشمل الاثنان معا فدخول مصر هذا التكتل سيساعد مصر من التقليل علي الاعتماد علي الدولار وهيمنته والتحكم في اقتصادات العالم ونلاحظ ذلك أيضا أنه سيظهر من خلال وفرة المنتجات الأساسية والغذائية من خلال التعاون المثمر سيجعل مصر في مكانة عظيمة بين دول العالم الكبري خاصة مع اهتمام القيادة السياسية الحكيمة بالنهوض بالزراعة والصناعة والتجارة التي تعتبر عوامل قوية لجذب المزيد من الاستثمارات حتي تؤثر بشكل ملحوظ من توافر سلع ومنتجات متعددة للمواطن المصري.

ويبقي السؤال المهم

هل سيتم إنشاء عملة موحدة لهذا التكتل كما هو الحال في الأتحاد الأوروبي..وما هى التحديات والصعوبات التى قد تواجه هذا التجمع خاصة مع وجود خلافات بين الصين والهند! هل التوسع وانضمام دول أخرى يفيد هذا التكتل وهل هناك شروط ومعايير جديدة للانضمام؟”

خلاصة القول:

تجمع “بريكس” يمثل حالة فريدة تتجاوز أهدافها، والتي تقوم في الأساس على تعزيز التعاون الاقتصادي بين أعضاءه، ليكون نواة لإرساء حالة من التعددية، وتقديم صياغة جديدة لشكل التحالفات الدولية على أساس من الشراكة وليس التطابق الكلي في وجهات النظر على غرار التحالفات التي أرستها حقبة الحرب الباردة.

الدكتور أحمد شندى باحث دكتوراه مناهج وطرق تدريس اللغة الفرنسية كلية التربية – جامعة المنصورة
[email protected]

اقرأ أيضا:

د.أحمد شندى يكتب: التعليم أولا

د.أحمد شندى يكتب: التعليم وما وراء التعليم

اظهر المزيد


زر الذهاب إلى الأعلى