اوابك تنظم ورشة العمل الإقليمية لتنمية القدرات على التفاوض بشأن تغير المناخ

شارك الجيولوجى علاء البطل وكيل أول وزارة البترول والثروة المعدنية والمشرف على البيئة والسلامة والصحة المهنة وكفاءة الطاقة والمناخ فى ورشة العمل الإقليمية التاسعة عشر لتنمية القدرات على التفاوض بشأن تغير المناخ والتي نظمتها منظمة الدول العربية المصدرة للبترول “أوابك” خلال الفترة ١٢ـ١٣ مايو الجارى بدولة الكويت، بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا) وجامعة الدول العربية والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي .
وخلال كلمته أوضح الجيولوجى علاء البطل أن تغير المناخ لم يعد تهديدا أو تحديا مستقبليا بل أصبح واقعا ملموسا مبينا أن الأدلة العلمية الموضوعية أكدت أن تغير المناخ يمثل أحد أخطر التحديات التي تواجه كوكب الأرض.
وأضاف البطل أن المجتمعات حول العالم باتت تواجه تداعيات هذا التغير من خلال الفيضانات والحرائق وارتفاع منسوب البحار والتقلبات المناخية الشديدة التي باتت أكثر تكرارا وحدة مما يترتب عليه تكاليف اقتصادية واجتماعية متصاعدة فضلا عن تهديدات للتنوع البيولوجي والأمن المائي والغذائي والصحة العامة.
وأكد أن هذه التحديات تفرض أعباء إضافية على جميع دول العالم لا سيما على البلدان النامية إذ تشير التقديرات إلى أن العالم يحتاج إلى استثمارات تصل إلى ستة تريليونات دولار سنويا على مدى العقود الثلاثة المقبلة للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها.
فيما أكد الأمين العام لمنظمة أوابك المهندس جمال عيسى اللوغاني الحرص على تبني سياسات الطاقة المتجددة والصديقة للبيئة لخفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الاستدامة البيئية.
وأضاف أنه مع اقتراب عقد مؤتمر الأطراف (كوب 30) المزمع عقده نوفمبر المقبل بالبرازيل ومع ازدياد اهتمام المجتمع الدولي بقضايا البيئة وتغير المناخ فإن الأمانة العامة تقوم بالمتابعة الدائمة والمستمرة لكافة التطورات الخاصة بقضايا اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عربيا ودوليا.
وأكد حرص المنظمة على إعداد وتأهيل المفاوضين العرب نظرا لمشاركتها في عضوية الفريق التفاوضي العربي وعقد الفعاليات وورش العمل والاجتماعات التنسيقية التي تسبق جولة المفاوضات الأممية.
وأشار إلى أهمية إبراز وجهة نظر الدول العربية المصدرة للبترول حول أساليب التعامل مع قضايا التغيرات المناخية لافتا إلى الجهود الحثيثة للمنظمة بشأن التنسيق بين مواقف الوفود المشاركة بالتعاون مع المنظمات العربية والإقليمية والدولية المعنية في هذا المجال.
وذكر أن المنظمة تسلط في هذه الورشة الضوء على الجهود التي تقوم بها في مجال تبني سياسات الطاقة المتجددة والصديقة للبيئة وخفض الانبعاثات الكربونية وخططها في الاسهامات المحددة وطنيا التي تستهدف من خلالها زيادة معدل خفض الانبعاثات في القطاعات الاقتصادية للوصول إلى بلورة موقف ورؤية واضحة من دون تحيز لمصادر الطاقة المختلفة وجميع التقنيات المستخدمة لتقليل الانبعاثات الكربونية.
وأفاد بأن المنظمة تسعى خلال مفاوضات المناخ إلى تأمين عدالة مناخية تضمن ألا تكون الدول المنتجة للنفط وحدها من تتحمل أعباء التحول للطاقة النظيفة مبينا أن الدول الأعضاء تلتزم وبكل وضوح بما جاء بأهداف ومبادئ الاتفاقية وتنفيذها من خلال التوصل إلى حلول عادلة ومرضية دون تحيز مع مراعاة ظروف وأولويات الدول النامية.
وأوضح أن مخرجات وتوصيات هذه الورشة ستعرض على وزراء المنظمة خلال اجتماعهم القادم في شهر ديسمبر المقبل على أن يتم أخذ التوصيات والتوجيهات المناسبة في هذا الخصوص.
بدوره قال المسؤول بشؤون تغير المناخ بالمركز العربي لسياسات تغير المناخ التابع ل(الإسكوا) طارق صادق في كلمته إن المنطقة العربية أصبحت تواجه تحديات مناخية متفاقمة إذ تتعرض لظواهر مناخية متطرفة تشمل الفيضانات الجفاف وحرائق الغابات والأعاصير والعواصف الرملية والترابية.
وأضاف صادق أن التقديرات تشير إلى أن درجات الحرارة في المنطقة العربية ترتفع بمعدل أسرع من المتوسط العالمي وقد تصل إلى 4 أو 5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن كما يتوقع أن تشهد نصف منطقة المشرق العربي ثلاثة أشهر سنويا بدرجات حرارة تتجاوز 35 درجة مئوية بحلول منتصف القرن.
ودعا إلى اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة هذه التقديرات مبينا أن بعض الدول العربية قد تخسر ما يصل إلى 14 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي بحلول عام 2050.
وأشار إلى مواصلة (الإسكوا) في تقديم الدعم الفني للدول العربية عبر برامج تطوير القدرات وإعداد قواعد البيانات الإقليمية والتقارير العلمية الدقيقة وإطلاق مبادرات تمويل مبتكرة بما في ذلك التصنيفات والمعايير الخاصة بالاستثمارات الخضراء.
