ماريو ميهرن: وضع سوق الطاقة حاليا مُقلقٌ للغاية وتحديدا إمدادات الغاز
رئيس شركة ديا: علينا كمجتمعات مواجهة عدوان روسيا بعزيمة وشجاعة
قال ماريو ميهرن الرئيس التنفيذى لشركة فينترسال ديا، إنه لمقلق للغاية هذا ما يتصف به وضع سوق الطاقة حاليا وتحديدا، فيما يتعلق بإمدادات الغاز.
وأضاف خلال كلمته ماريو ميهرن بالملتقى الإعلامى للشركة عبر الفيديو، اليوم الثلاثاء، أنه على “مستوى التأهب”، أو على تخوم “مستوى الطوارئ”، هذا هو المستوى الذى حدد عنده وزير الاقتصاد الألمانى خطة الطوارئ الخاصة بالغاز فى البلاد.
الحرب الروسية الأوكرانية
وأشار إلى أن الحرب العدوانية التى تشنها الحكومة الروسية على أوكرانيا شكلت نقطة تحول جوهرية فيما يتعلق، بالسياسة على النطاق العالمى، وبسياسة الطاقة، وبصناعة الطاقة، وبفينترسال ديا، وبى شخصيا.
وذكر أنه يواجه صانعو السياسة الأوروبيون مهمة شاقة، كما أنه يكن احتراما كبيرا للطريقة التى استجابت بها الحكومة الألمانية لهذه التحديات حتى الآن.
وأوضح أننا أمام معضلة خطيرة، وعلينا كمجتمعات مواجهة عدوان روسيا بعزيمة وشجاعة، وفى الوقت ذاته، ينبغى علينا الاستمرار فى حماية إمدادات الطاقة للبيوت والشركات، كما أن مسؤولية تحقيق التوازن فى هذه المعضلة تقع على عاتق صانعى السياسة الأوروبيين، وفى حين تقع مسؤولية دعم هذه الجهود على عاتق قطاع صناعة الطاقة.
خلال ملتقانا الإعلامى الافتراضى الأخير فى شهر إبريل من عامنا الجارى، تحدثت عن كيفية اتخاذ “فينترسال ديا” موقفا فى هذه الأزمة، وكيفية استجابتنا لها وفق استراتيجية شركتنا، مشيرا إلى أننا نعزز محفظتنا خارج روسيا، كما أننا نستثمر فى تقنيات المستقبل الرئيسية – وتحديدا فى إدارة الكربون وفى الهيدروجين.
تنويع الإنتاج خارج روسيا
وطالب الرئيس التنفيذى لشركة فينترسال دي، علينا أن نبدأ بتنويع إنتاجنا خارج روسيا، لتحقيق غايتنا فى تقوية محفظتنا من الغاز خارج روسيا، لا بد لنا من أن نأخذ بعين الاعتبار، أولا وقبل كل شيء، البلدان التى تربطنا معها شراكات قائمة وقوية، حيث نملك فيها بنى تحتية لمشاريعنا وأنشطتنا: “النرويج والجزائر”.
وذكر أن النرويج ثانى أهم مصدر للغاز إلى الاتحاد الأوروبى، فهى تمتلك فينترسا ديا أعمالا ممتازة فى هذا البلد، وكما أن استثمرنا فقد 2.8 مليار يورو فى النرويج منذ اندماجنا فى عام 2019، ونعمل على توسيع أنشطتنا بشكل استراتيجى على الجرف النرويجى.
التخطيط لتنفيذ 3 عمليات
ونوه إلى أننا نخطط لثلاث عمليات إنتاج هناك هذا العام، مع بدء مشاريع “نوفا” Nova، و”دفالين” Dvalin، و”نيورد” Njord، ونهدف إلى إنتاج ما يصل إلى 80 ألف برميل إضافى من النفط المكافئ يوميا – وستكون هناك حاجة ماسة لتوفير أكثر من نصفها على شكل غاز فى القريب العاجل، وبالتعاون مع شركائنا، قمنا أيضا باكتشافات جديدة فى مناطق تركيزنا الرئيسية؛ مثل “ستوريو” Storjo أو “هاملت” Hamlet، من خلال اتباع استراتيجيتنا للمشاركة فى استكشاف الآبار قرب البنية التحتية القائمة التى نملكها فى فينترسال ديا هناك.
وكجزء من التحسين المستمر لمحفظة أعمالنا، قمنا ببيع أسهمنا فى حقل “براج” Brage النفطى إلى شركة “أوكيا” OKEA. وهذا ما سيمكننا، بصفتنا مشغلا، من التركيز على تطوير وإدارة عمليات ربط الاكتشافات البحرية الجديدة مع مراكز الإنتاج القائمة.
الشراكة مع النرويج
سنواصل ترسيخ شراكتنا فى مجال الطاقة مع النرويج، وهذا لا ينطبق على مشاريع الغاز والنفط الإضافية وحسب، بل يشمل أيضا مشاريع إدارة الكربون، وخصوصا احتجاز ثانى أكسيد الكربون وتخزينه – ما من شأنه تعزيز مكانة النرويج كمركز فى مجال تحول الطاقة، كما أننا قدمنا بالفعل أحد التطبيقات العديدة المخطط لها لتخزين ثانى أكسيد الكربون على الجرف القاري النرويجى، وتمني أن تكون هذه العينة الصغيرة التى استعرضتها كافية عن خططنا المستقبلية فى النرويج وحدها.
الجزائر ثالث أكبر مصدر للغاز للاتحاد الأوروبي
أما فيما يتعلق بالتزامنا فى شمال إفريقيا، فأود أن أركز على الجزائر، فهى حاليا ثالث أكبر مصدر للغاز إلى دول الاتحاد الأوروبى، وأكبر منتج للغاز فى إفريقيا، كما أننا لدينا استثمارات هناك أيضا، على سبيل المثال، فى مشروع “رقان شمال”.
وأكد أننا نسعى إلى تعزيز أعمالنا هناك والاستمرار فى النمو، لتحقيق ذلك، نخطط لزيادة حصتنا فى المشروع؛ وقد وقعنا الاتفاقيات اللازمة لشراء قسم من حصة “إديسون” Edison فى هذا الحقل. ونعمل، حاليا، على تأمين الموافقات اللازمة من قبل السلطات والشركاء لإتمام الصفقة، إلا أننا يجب ألا نتحدث عن التنويع وحسب، بل أيضا يجب أن نركز من جديد، وبشكل أكبر، على الإنتاج المحلى.
إنتاج الغاز الطبيعى
وأوضح علينا أن نوظف أوراقنا الرابحة التى احتفظنا بها لفترة طويلة بحكمة ومسؤولية: وذلك من خلال إنتاج أكبر قدر ممكن من الغاز الطبيعى – وكذلك من النفط – هنا فى ألمانيا.
ففى الآونة الأخيرة، كلفنا شركة “سيفى” Civey بإجراء استبيان حول هذه المسألة فى شليسفيغ هولشتاين، حيث يقع حقلنا “ميتيبلاته”.
وأسفرت النتائج، أن أغلبية السكان – أو 60% منهم – أنه من المهم الاستمرار فى إنتاج الغاز الطبيعى والنفط فى ألمانيا، كما أنه إذا أردنا خفض اعتمادنا على الواردات، فإن الإنتاج داخل الاتحاد الأوروبى أمر لا مفر منه، وفيما يخص سياساتنا الاقتصادية المتعلقة بالطاقة، فإن المعادلة هى فى منتهى البساطة.
إذ حتى لو وجد بعض الناس صعوبة، فى بداية الأمر، فى التخلى عن الرفاهية التى يحظون بها فى حياتهم، وقبول نتائج هذه الأزمة الحالية، فإننا نحتاج إلى المزيد من الإنتاج المحلى مرة أخرى.
زيادة الإنتاج فى الحقول الألمانية
من هنا، تعمل فينترسال ديا على تحليل جميع الخيارات لزيادة الإنتاج من حقولنا الألمانية فى أسرع وقت ممكن، فضلا عن تنويع الإنتاج، فإن القضية الاستراتيجية الرئيسية الثانية لدينا؛ هى:
-إدارة الكربون والهيدروجين.
-لقد بدأنا مسارنا فعليا فى هذا الاتجاه قبل الأزمة الروسية بوقت طويل.
-قمنا بتشكيل فرق العمل وبناء الأسس اللازمة.
-وها نحن الآن نحصد ثمار هذا التوجه.
-كما نعمل على تسريع وتيرة هذا التوجه أيضا.
وأوضح أنه حينما أتممنا فى فينترسال ديا عملية الاندماج فى عام 2019، وضعنا رؤية لشركتنا بأن تكون:
-شركة الغاز والنفط المستقلة الرائدة فى أوروبا.
-لقد شكل ذلك التزما واضحا لنا آنذاك: الغاز له الأولوية القصوى، ثم يأتى من بعده النفط.
إزالة الكربون وتحول الطاقة
وأكد الرئيس التنفيذى لشركة فينترسال ديا أننا الآن، عازمون على الانتقال إلى رؤية جديدة بطريقة ممنهجة:
• من خلال التركيز بشكل واضح على إزالة الكربون وتحول الطاقة هذا ما يمثل استراتيجية جديدة لشركتنا.
• استراتيجية تشكل تطورا منطقيا لما نحن عليه، وما يمكننا القيام به، وما نسعى إليه.
• سيركز عملنا على تخزين ثانى أكسيد الكربون بشكل آمن وإنتاج الهيدروجين من الغاز الطبيعى.
تخزين ثانى أكسيد الكربون
وأشار إلى أنه بحلول عام 2040، سيوظف ما يصل إلى، 20 مليار يورو سنويا لاحتجاز وتخزين ثانى أكسيد الكربون، و40 مليار يورو للهيدروجين منخفض الكربون، كما أن فينترسال ديا تتمتع بالمقومات المثالية التى تؤهلها لتحقيق نجاحات فى هذه الأسواق، فنحن نملك، احتياطيات الغاز الطبيعى اللازمة ما يكفى من المعارف التكنولوجية، والخزانات المستنفدة التى يمكننا استخدامها لتخزين غاز ثانى أكسيد الكربون – وخصوصا فى شمال أوروبا.
ونوه إلى أننا نعمل من أجل إدارة الكربون وأعمال الهيدروجين التى من شأنها تقليص ما يتراوح بين 20 و30 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون سنويا بحلول عام 2040، وهذه هى تماما الطريقة التى ستمكننا من الإسهام بشكل كبير فى تحول الطاقة فى أوروبا، وتحقيق هدف صافى صفر من الانبعاثات الكربونية!
احتجاز الكربون
وناقش الرئيس التنفيذى لشركة فينترسال ديا موضوع احتجاز الكربون وتخزينه لتحقيق الحياد فى انبعاثات الغازات المسببة فى الاحتباس الحرارى، سنحتاج إلى احتجاز الكربون وتخزينه بشكل آمن، وهذه هى وجهة نظر وكالة الطاقة الدولية، وهى مدعومة فى ألمانيا من قبل مؤسسات فكرية رائدة – بما فى ذلك “أغورا لتحول الطاقة” Agora Energiewende، ومعهد البحوث البيئية “أوكو” Öko، ومعهد “بوتسدام” Potsdam لأبحاث تأثير المناخ.
وأكد أن احتجاز الكربون وتخزينه سيجعلنا قادرين على، التقاط ثانى أكسيد الكربون الذى لا مفر منه – الناجم عن الصناعة على سبيل المثال – قبل بلوغه الغلاف الجوى، وأيضا، على المدى المتوسط إلى الطويل، إزالة ثانى أكسيد الكربون من الهواء – بمعنى آخر، تحقيق نسبة الانبعاثات السلبية.
مقدار ثانى أكسيد الكربون
تتوقع الدراسات أن مقدار ثانى أكسيد الكربون الذى يمكن تخزينه تحت بحر الشمال وحده يزيد 50 ضعفا على إجمالى انبعاثات الاتحاد الأوروبى من هذا الغاز فى عام 2020.
مع ذلك، ولتحقيق الفوائد التى تتيحها هذه الإمكانية لحماية المناخ، سيتوجب على البعض منا التخلى عن ترفهم الآيديولوجى فيما يتعلق بقضية احتجاز الكربون وتخزينه، كجزء من تحول الطاقة، يجب على دولة مثل ألمانيا ألا “تتقوقع حول نفسها” حين يتعلق الأمر بمجموعة التقنيات المتاحة وتتجاهل الحلول الجوهرية المحتملة!
منوها أن هذا الأمر ينطبق على المجتمع المدنى، كما ينطبق على صانعى السياسات، ويجب على صانعى السياسات إنشاء إطار عمل موثوق يمكن الشركات من تعميق مشاركتها فى مسألة احتجاز الكربون وتخزينه.
ومن خلال العمل مع شركائها فى مشروع “غرين ساند” Greensand فى بحر الشمال الدنماركى، تستعرض فينترسال ديا كيفية عمل تقنية احتجاز الكربون وتخزينه على أرض الواقع، وماهية الإمكانيات التى تنطوى عليها هذه العملية، وإننا نعمل على ذلك بأقصى سرعة ممكنة. ونخطط لتنفيذ أول مشروع حقن تجريبى لثانى أكسيد الكربون بحرا فى أوائل العام المقبل!
وفى إطار هذه الجهود، نسعى إلى تخزين ما يصل إلى 8 ملايين طن من ثانى أكسيد الكربون سنويا تحت قاع بحر الشمال.
الركيزة الثانية المهمة لمساهمتنا فى إزالة الكربون
وقال إننا نقوم بعمل رائد عبر مشاريعنا التجريبية – مثل: “بلوهاى ناو” BlueHyNow، أو “الهيدروجين الأزرق الآن”، وننفذ تحليل جدوى مشروع الهيدروجين الأزرق هذا فى فيلهلمسهافن، على ساحل بحر الشمال فى ألمانيا، بوصفها مركزا دوليا للطاقة، تتمتع فيلهلمسهافن ببنية تحتية قوية ومترابطة، فنحن نريد أن نستفيد من هذه البنية – ونعمل على تعزيزها.
من خلال مشروعنا، “بلوهاى ناو”، من الممكن أن نبدأ فعليا فى الحصول على الهيدروجين الصديق للبيئة من الغاز الطبيعى فى وقت مبكر من العام 2028.
بطاقة إنتاجية تزيد على 200 ألف متر مكعب
وأوضح أننا نُخطط لضخ الهيدروجين فى شبكة خطوط الأنابيب الحالية لإيصاله إلى العملاء الصناعيين، ونحلل عملية تخزين ثانى أكسيد الكربون الذى يتم التقاطه أثناء إنتاج الهيدروجين فى خزانات معدة لهذا الغرض سواء فى النرويج أو الدنمارك – أو حتى فى ألمانيا. لهذا، يجب أن تدعم التشريعات تحول الطاقة وأن تكون منفتحة على جميع التقنيات المتاحة.
وذكر أنه ستتطلب إمداداتنا المستقبلية من الطاقة مصادر طاقة متجددة، لكنها لن تكون كافية وحدها لضمان نجاح تحول الطاقة مع الحفاظ، فى الوقت نفسه، على ازدهار مجتمعاتنا، فما نحن بحاجة إليه هو: “الغاز الطبيعى والنفط، إضافة إلى احتجاز الكربون وتخزينه، علاوة على الهيدروجين المرتكز على الغاز الطبيعى”.