عصا النبى ﷺ التى هدم بها الأصنام .. كيف وصلت إلى مسجد الحسين؟
تزخر حجرة مقتنيات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، داخل مسجد الحسين، بالعديد من آثاره على رأسها «عصا
النبي».
تلك الحجرة بناها الخديوي عباس حلمي الثاني في عام 1893، ليضع فيها آثار من النبي ﷺ .
روايات بعض المؤرخين تشير إلى أن مقتنيات الرسول كانت تنتقل من بيوت الخلفاء والأمراء، حتى عصر محمد بن قلاوون، إذ
تم بناء مسجد لها تحت اسم «رباط الأثر»، والذي عرف فيما بعد باسم «جامع أثر النبي».
وفي عهد قنصوة وري، وتحديدًا عام 1307م تم نقلها إلى مدرسته بمجموعة الغوري، ثم انتقل ما تبقى من المقتنيات إلى
مسجد السيدة زينب.
وفي عام 1859م تم نقل المقتنيات مجددًا إلى القلعة، ثم إلى قصر عابدين عام 1887 م، لتستقر بعدها داخل مسجد
الحسين منذ عام 1888 إلى وقتنا الراهن.
وبحسب كتاب «مخلفات الرسول ﷺ في المسجد الحسيني» للدكتورة والمؤرخة سعاد ماهر، فأشارت إلى أن تلك المقتنيات
عبارة عن ثلاث قطع من النسيج، وقطعة من العصا كما عبر عنها الجبرتي، وقد ضم إليها بعضا من شعر الرأس ومن اللحية
النبوية الشريفة.
وتابعت، وقد حفظت جميعها في أربعة صناديق من الفضة، ملفوفة في قطع من الحرير الأخضر المزين بخيوط من الذهب
والفضة، كذلك المكحلة والمرود صنعا من مادة الحديد أو النحاس الأحمر وأن نسبتهما إلى رسول الله صلَّى الله عليه وآله
وسلم صحيحة.
وعن عصا الرسول ﷺ ذكرت أنه تبين لها بعد فحصه أنه من خشب الشوحط، وهو نوع من خشب الأرز الذى كان ينمو على جبال
بلاد الشام فى أوائل العصر الإسلامى، والقطعة الباقية من القضيب يبدو عليها القدم الشديد.
وتابعت: وكان من الممكن تحديد عمر الخشب عن طريق التحليل، لولا أن القضيب كان قد غطى بطبقة من الراتنج، وذلك
بطبيعة الحال لوقايته من التلف أو التآكل والتسويس، وخاصة بعد أن ذهب الكثير منه، أما الغلاف المعدنى الذى يغلف معظم
القضيب فقد تبين بعد التحليل أنه من الفضة الجيدة.
وأكملت: وعلى ذلك فليس من المستبعد أن يكون هذا الجزء الباقى من القضيب التى تركها الرسول ﷺ
وقد يكون من العصا التى وصفت بالبيضاء من الشوحط، وكان قد دخل مكة عام الفتح والأصنام معلقة وبيده قضيب فجعل يشير
إليها ويقول جاء الحق وزهق الباطل وهى تتساقط.