بترول وغاز

اللوغاني: دول أوابك تمتلك 717.4 مليار برميل من الاحتياطيات المؤكدة من النفط الخام

قال المهندس جمال عيسى اللوغاني، الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، إن دول أوابك تمتلك 717.4 مليار برميل من الاحتياطيات المؤكدة من النفط الخام، أي ما يشكل نحو 54% من الإجمالي العالمي، وتستأثر دولة ليبيا على حصة تُقدر بنحو 6.7% من إجمالي أوابك، وتستحوذ دول أوابك على نحو 22.9 مليون ب/ي من الانتاج العالمي من النفط الخام، أي ما يشكل 26% من الإجمالي العالمي، وتشكل حصة دولة ليبيا نحو 5.2 % من إجمالي أوابك.

جاء ذلك خلال مشاركة المهندس جمال عيسى اللوغاني، الأمين العام لمنظمة أوابك، في فعاليات الدورة الثالثة لقمة ليبيا للطاقة والاقتصاد التي حظيت برعاية رئيس مجلس الوزراء عبدالحميد إدبيبه، وبحضور عدد من الخبراء والقياديين والمختصين في قطاع الطاقة في دولة ليبيا وعلى المستوى العالمي.

أشار الأمين العام في مستهل كلمته الى أن دولة ليبيا تعد من ضمن الدول الثلاث المؤسسيين لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك، وهي تقوم بدور فعال في جميع أنشطة المنظمة، وتمتلك دولة ليبيا حصص معتبرة في الشركات الأربع المنبثقة عن منظمة أوابك.

وأضاف الأمين العام أن أهم مميزات قطاع النفط في دولة ليبيا هو جودة الخامات النفطية المنتجة كونها خفيفة ومنخفضة المحتوى الكبريتي، وهذا ما يلائم العديد من مصافي التكرير وخاصة في السوق الأوروبية.

 

يأتي ذلك إلى جانب تمتع دولة ليبيا بميزة نسبية من حيث موقعها الجغرافي القريب من أسواق الاستهلاك الرئيسية التي يتوقع ان تشهد تزايد في الطلب على الطاقة في المستقبل، وهو ما سيتيح الفرصة لتطوير قطاع الطاقة الليبي من أجل توفير الإمدادات البترولية اللازمة لتلك الأسواق.

 

وفيما يخص قطاع الطاقة في دولة ليبيا، أشار الأمين العام الى أنه يتمتع باَفاق مستقبلية واعدة، بدعم من التوجه للاستفادة من الثروة الهيدروكربونية الهائلة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، من خلال جذب الشراكات الدولية وضخ رأس المال وتحسين الكفاءة وزيادة معدلات الإنتاج في إطار استراتيجية تحديث البنية التحتية للطاقة، مما سيساعد دولة ليبيا في استعادة مكانتها كلاعب رئيسي في قطاع الطاقة العالمي.

 

وتابع ولاشك أن الخطة الاستراتيجية الطموحة ” Highway plan” التي تستهدف الوصول بالإنتاج الى 2 مليون برميل يوميا من النفط، و4 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي، تعكس التوجه نحو إعادة النظر في السبل المتبعة سابقا في تعزيز الإنتاج والوصول به الى المستويات المستهدفة.

وقال اللوغاني، إن دولة ليبيا تسعي إلى استغلال مصادر الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقات الرياح) الهائلة المتوفرة لديها للحصول على طاقة نظيفة، وهو ما يعد خيارا استراتيجياً من أجل إحداث تنمية مستدامة.

وتابع وتمثل الاستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة (2023 – 2035) التي أطلقتها دولة ليبيا في نهاية عام 2023، خطوة هامة نحو مستقبل أكثر استدامة، تساهم في تنويع مصادر الدخل وتعظيمها، ودعم الإيرادات العامة بعوائد اضافية عن طريق تصدير الكهرباء المولدة من الطاقات المتجددة في مرحلة لاحقة للأسواق المجاورة، فضلا عن خلق فرص عمل وترشيد استهلاك الطاقة في كل القطاعات.

 

وتطرق الأمين العام الى عدد من التحديات المستقبلية التي تواجه الدول المنتجة والمصدرة للنفط والغاز، مشيرا الى أول هذه التحديات وأهمها هو نقص الاستثمارات في قطاع النفط، مما يؤدي إلى إبطاء نمو الاحتياطيات العالمية، ومن ثم قد يؤثر على توفر الإمدادات الكافية لتلبية الطلب المتزايد في الوقت المناسب. ومواجهة هذا التحدي تتطلب ضرورة تعزيز الاستثمارات في صناعة النفط، حيث إن حل معضلة الطاقة الثلاثية المتمثلة في أمن الطاقة واستدامتها والقدرة على تحمل تكاليفها يحتاج إلى ضخ الاستثمارات في جميع مصادر الطاقة المختلفة.

 

والتحدي الثاني يتمثل في الدعوة لتسريع تحولات الطاقة في ضوء الاهتمام العالمي المتزايد لقضايا تغير المناخ، تزامنا مع الإصرار على ربط بيئة خالية من الكربون بالتخلي عن النفط والغاز والانتقال إلى الطاقة المتجددة والمستدامة، دون الأخذ في الاعتبار بالزخم المتزايد في الاستثمار والابتكار والتطوير المستمر في التقنيات النظيفة مثل تقنية احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، والاهتمام المتزايد برفع كفاءة استخدام الطاقة، وتعزيز استخدام تقنيات التحول الرقمي المرتبطة بتحسين العمليات الاستخراجية للنفط والغاز كما أشرنا الى ذلك.

وأضاف وتواجه الدول المنتجة والمصدرة للنفط والغاز تحدي جديد ظهر خلال الفترة الأخيرة، ألا وهو “توجيه العناية الواجبة بالاستدامة المؤسسية أو ما يعرف (CSDDD)، والذي من المتوقع أن تكون له اَثار سلبية كبيرة، ليس على قطاع الطاقة فحسب، ولكن على كافة القطاعات الاقتصادية الأخرى، حيث أعلن الاتحاد الأوروبي عن التوجه لفرض غرامة تبلغ 5% من قيمة المبيعات العالمية على الشركات التي تعمل في أوروبا (سواء كانت شركة أوروبية أو من خارج أوروبا) وتجني أرباح في أوروبا تزيد قيمتها عن 450 مليون يورو، في حال عدم الالتزام بثلاثة أمور رئيسية ضمن إطار (CSDDD)، أولها، الالتزام باتفاقية باريس بشأن تحقيق صافي انبعاثات صفرية. وثانيها، تحمل المسؤولية عن انبعاثات المستوى الأول والمستوى الثاني والمستوى الثالث.

وثالثها، المسؤولية عن حقوق العاملين في الشركة الرئيسية وكافة فروعها، أو أي شركة أخرى يتم التعامل معها (بما في ذلك الشركات خارج الاتحاد الأوروبي).

وأكد الأمين العام على أهمية الدور المناط بوزراء البترول والطاقة بشأن إبلاغ المعنيين في حكوماتهم عن هذا الموضوع بكافة جوانبه، ليتم اثارته في كل اجتماع مع دول أوروبا والإشارة إلى أنه سيضر بالأعمال الخاصة بدول أوابك، ويجب أيضا القيام بالتفاهم مع الدول والشركات الأخرى حتى يكون هناك توجه وصوت واحد.

وفي ختام كلمته قال الأمين العام أننا نعتقد جازمين بأن الآفاق المستقبلية لتطوير قطاع الطاقة في دولة ليبيا واعدة، والإمكانات متاحة، والامر يتطلب تكاثف الجهود للقيام ببعض الإصلاحات من خلال التركيز على الشأن الاقتصادي بشكل أكبر فمن شأن ذلك خلق بيئة استثمارية جاذبة للشركات البترولية الكبرى المتعطشة لتطوير هذا القطاع الهام وهذا ما لمسناه اليوم من تواجد لهذه الشركات الكبرى، فضلا عن التعامل مع التحديات التي تواجه صناعة الطاقة العالمية بشكل عام بكل حكمة وروية.

اللوغاني: دول أوابك تمتلك 717.4 مليار برميل من الاحتياطيات المؤكدة من النفط الخام
اظهر المزيد


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى