الأخبار

السيسى يؤكد ضرورة تعزيز وحدة الصف العربي لمنع التدخلات الخارجية

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ضرورة تعزيز وحدة الصف العربي لمنع التدخلات الخارجية ، مشيرا إلى أن القمة العربية في الجزائر تأتي في توقيت مهم بالتزامن مع عدد من الأزمات العالمية ، منبها إلى أن التحديات تشتد إقليميا وعالميا .

ودعا الرئيس السيسي، في كلمته اليوم الأربعاء أمام القمة العربية في الجزائر، إلى تبني مقاربة لتعزيز قدراتنا العربية، لافتا إلى أن مصر تطمح إلى شراكة فعلية مع دولنا العربية استنادا إلى ما يجمعنا من تاريخ مشترك والتطلع إلى مستقبل أكثر ازدهارا ضمن سياق أوسع من تعزيز العمل الجماعي العربي.

وشدد الرئيس، على أن مصر لن تدخر جهدا في سبيل دعم الجامعة العربية(بيت العرب) بما يحقق مصالح الشعوب الشقيقة ، معربا عن ثقته بأن آليات العمل العربي المشترك ستشهد قوة دفع ملموسة في ظل رئاسة الجزائر للقمة العربية الحالية، ومشددا على أن مصر ستظل داعمة للأمن القومي العربي.

وأكد السيسي، ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن سد النهضة ، معربا عن تطلعه لأن تسفر قمة شرم الشيخ للمناخ عن حلول لقضايا المناخ، مشددا على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في ليبيا وخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد.

بلد المليون شهيد

وأعرب السيسي، عن سروره لتواجده في القمة العربية بالجزائر «بلد المليون شهيد»، موجها الشكر والتقدير للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.

وقال السيسي، إن هذا الجمع يلتئم بعد غياب طال أعواما ليحمل معه دلالة سياسية تعكس تصميمنا على تطوير علاقاتنا والتصدي للتحديات المشتركة التي تواجه أوطاننا.

وأضاف السيسي، إن انعقاد قمتنا العربية يعد في حد ذاته دعوة لاستلهام روح القومية العربية وتجديد عزيمة الصمود من أجل الحفاظ على هويتنا وتحرير إرادتنا الوطنية والدفاع عن حقوق شعوبنا وصون مقدراتها.

وأشار السيسي إلى أننا في حاجة ماسة اليوم ،في ظل تتابع الأزمات العالمية والاقليمية، إلى استذكار محطات التعاون المضيئة في تاريخنا التي تجسدت فيها أسمى معاني العروبة والاخاء والتكاتف لرفع رايات الحق والعدل وبما يعيد الحقوق لاصحابها ويحفظ الاستقرار ومستقبل الأجيال القادمة.

وأضاف السيسي، أن تاريخ أمتنا العربية وما شهدته دولنا من احداث في الماضي القريب يثبت لنا جميعا وبما لا يدع مجالا للشك أن ما قد يؤلم أشقاءنا بالمغرب العربي سيمتد إلى مصر والمشرق العربي ودول الخليج، وأن عدم الاستقرار في دول المشرق أو فلسطين إنما تمتد آثاره إلى المغرب العربي، وأن تهديد أمن الخليج هو تهديد لنا جميعا، مؤكدا أن أمننا القومي العربي هو كل لا يتجزأ، فأينما نولي أنظارنا نجد أن الأخطار التي تداهم دولنا واحدة.

التحديات الاقتصادية

وقال السيسي، إن الأخطار التي تداهمنا واحدة وترتبط في مجملها بتهديد مفهوم الدولة الوطنية وتدخل قوى إقليمية أجنبية في شئون المنطقة من خلال تغذية النزاعات وصولا إلى الاعتداء العسكري المباشر على بعض الدول العربية وكلها عوامل أفضت إلى طول أمد الأزمات دون حل في زمن تشدد فيه التحديات الاقتصادية والتنموية والبيئة عالميا واقليميا ويزيد فيه الاستقطاب الدولي الذي أصبح عنصرا ضاغطا سياسيا واقتصاديا وعلى نحو بات يؤثر علينا جميعا.

ونبه السيسي إلى أن هذه التحديات أثرت في العديد من الشواغل المشروعة لدى الشارع العربي الذي بات يتساءل عن الأسباب التي تعيق تحقيق التكامل بين دول الإقليم العربي في مختلف المجالات، وتلك التي تحول دون أن تلحق أمتنا ذات الموارد والامكانات الهائلة بركب الأمم الأكثر تقدما ، بل صار يتساءل عن غياب التصور والإجراءات المطلوب اتخاذها لوقف نزيف الدم العربي وردع تدخلات القوى الخارجية والحد من إهدار ثروات المنطقة، في غير مقاصدها الصحيحة وبلورة تسوية نهائية للصراعات التي لن تحل بمعادلة يُقصى فيها طرف أو يجار على حقوقه انطلاقا من واقع الترابط الفعلي الذي يجعلنا جميعا أعضاء لجسد واحد ومن واقع حجم التحديات والضغوط الراهنة الذي يفوق أي دولة على التصدي لها منفردة.

حفظ السلم الاجتماعي

وشدد الرئيس إنه يتعين علينا تبنى مقاربة مشتركة وشاملة تهدف إلى تعزيز قدرتنا الجماعية على مواجهة مختلف الأزمات، استنادا على أسس واضحة تقوم على تكريس مفهوم الوطن العربي الجامع من ناحية، والدولة الوطنية ودعم الدول ومؤسساتها الدستورية من ناحية أخري، مما يسهم فى حفظ السلم الاجتماعي، وترسيخ ركائز الحكم الرشيد، والمواطنة وحقوق الإنسان، ونبذ الطائفية والتعصب، والقضاء على التنظيمات الإرهابية، والمليشيات المسلحة وقطع الطريق أمام أية محاولات لدعمهم، أو منحهم غطاء سياسيا أو توظيفهم من قبل بعض القوى سواء الإقليمية أو الدولية لإنشاء مناطق نفوذ لها في العالم العربي.

وحدة الصف العربي

وأكد السيسي أن ضمان قوة ووحدة الصف العربي هي خطوة أساسية على صعيد تأسيس علاقات جوار إقليمي مستقيمة تستند إلى مبادئ غير قابلة للمساومة وملزمة للجميع ولإحترام استقلال وسيادة وعروبة دولنا وتحقيق المنفعة المتبادلة، وحسن الجوار والامتناع الكامل عن التدخل في الشؤون العربية،
وأشار إلى أن مصر ستظل طامحة وراغبة في تحقيق شراكة فعلية فيما بين دولنا على أرضية ما يجمعنا من تاريخ مشترك، والتطلع نحو مستقبل أكثر ازدهارا يتشكل من خلال إطلاع كل دولة بمسؤلياتها على النطاق الوطني فى سياق أوسع من العمل الجماعي على تعزيز قدراتنا العربية سياسيا واقتصاديا وأمنيا.

وأكد الرئيس، أن تكامل القدرات المتباينة ينشئ منظومة صلبة قادرة على مواجهة التحديات المشتركة، والأزمات الدولية المستجدة بما في ذلك أزمتي الطاقة والغذاء، كما ستوفر الحماية الرئيسية لنا جميعاً من الاستقطاب الدولي الآخذ في التصاعد في الفترة الأخيرة ،منبها إلى أن هذا الاستقطاب باتت له تبعات سلبية على التناول الدولي لأزمات منطقتنا العربية، وأعاد للأذهان مظاهر حقبة تاريخية عانى فيها العالم بأسره.

القضية الفلسطينية

وأشار السيسي إلى أن المضي قدما على طريق اللحاق بركب التقدم والتنمية يتطلب العمل الجاد على تسوية مختلف أزمات عالمنا العربي ،وعلى رأسها دوماً وأبداً، القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن قدرتنا على العمل الجماعي لتسوية القضية واسترجاع الحقوق الفلسطينية، كانت تاريخيا وستظل المعيار الحقيقي لمدى تماسكنا، مشددا على أن المبادرة العربية للسلام ستظل تجسيداً لهذا التماسك ولرؤيتنا المشتركة إزاء الحل العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وبما يكفل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تعيد للفلسطينيين وطنهم، وتسمح بعودة اللاجئين بما يتسق مع مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية.

وقال الرئيس “إننا مازلنا نحتاج لمزيد من العمل العربي الجماعي حتى في التعامل مع الأزمات الجديدة التي جاءت لاحقة علي القضية الفلسطينية، في ليبيا وسوريا واليمن والعراق والسودان، وإلا سيظل أمن وسلم الشعوب الشقيقة في تلك الدول مهددين بتجدد ويلات تلك الأزمات، وستظل الأخيرة ثغرات في المنظومة العربية ومراكز لعدم الاستقرار، وهو ما يؤثر علينا جميعاً ويعرقل جهودنا في التنمية والتكامل”.

مساعدة ليبيا

وتابع السيسي، أنه من الملائم أن أشارككم هنا رغبتنا في دعمكم لمساعينا الحالية في ليبيا الشقيقة للتوصل في أسرع وقت إلى تسوية سياسية بقيادة وملكية ليبية خالصة دون إملاءات خارجية، وصولاً إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن، واحترام مؤسسات الدولة وصلاحياتها بمقتضى الاتفاقات المبرمة، وتنفيذ خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب في مدى زمني محدد، وإعادة توحيد مؤسسات الدولة الليبية وحل الميليشيات، بما يحول دون تجدد المواجهات العسكرية ويعيد للبلاد وحدتها وسيادتها واستقرارها.

الأمن المائي

وأشار السيسي، إلى معضلة الأمن المائي التي تؤثر على عدد من الدول العربية، والتي تأتي في سياق وحدة الأمن القومي العربي،وتنذر بعواقب وخيمة إذا تم تجاهلها ، مجددا تأكيده في هذا السياق على أهمية الاستمرار في حث إثيوبيا على التحلي بالإرادة السياسية وحسن النوايا اللازمين للتوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبي تنفيذاً للبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في سبتمبر 2021، والأخذ بأي من الحلول الكثيرة التي طُرحت عبر العديد من جولات المفاوضات، والتي تؤمن مصالح الشعب الإثيوبي الاقتصادية الآن ومستقبلاً، وتصون في الوقت ذاته حياة الشعبين المصري والسوداني.

وأكد الرئيس أن تحدي الأمن المائي لاينفصل عن تحديات أخري تواجهها المنطقة، وفي مقدمتها تغير المناخ الذي أصبح واقعاً مفروضاً على العالم، معربا عن تطلعه لاستقبال القادة العرب في مصر يوميّ7 و8 نوفمبر بقمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ لتحويل هذا التحدي إلى فرصة حقيقية للتنمية والانتقال إلى أنماط اقتصادية أكثر استدامة لصالحنا جميعاً.

الأزمات العربية

وشدد السيسي على أن تسوية الأزمات العربية، والتعاطي مع التحديات الدولية، ينطلق أساساَ من إيماننا بوحدة أهدافنا ومصيرنا، وتفعيلاً لتعاوننا وإمكاناتنا وأدواتنا في مسائل الأمن الجماعي، وذلك بالتوازي مع جهودنا في التكامل على المسارات الأخرى.

وقال الرئيس، فلننظر حولنا.. لقد سبقتنا تكتلات أخرى نحو التكامل، رغم أن من أطرافها من عانوا من تناحر حقيقي بل وحروب فيما بينهم.. فما بالكم بنا ونحن لدينا من المشتركات في الثقافة والأديان والتاريخ والوجهة السياسية ما يحتم علينا توحيد رؤانا وتجاوز اختلافات وجهات النظر.

ووجه السيسي، في ختام كلمته، رسالة إلى الشعوب العربية قائلا :” ثقوا في أمتنا العربية، فهي صاحبة تاريخ عريق وإسهام حضاري ثري وممتد، ومازالت تلك الأمة تمتلك المقومات اللازمة لمستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً، وعلى رأسها عزيمتكم وعقولكم وسواعدكم، وثقوا في أن مصر ستضع دوماً نصب أعينها تماسك الكيان العربي، وصونه وحمايته، وستظل دائماً حاضرة دعماً لكم، وستبقي على أبوابها مفتوحة أمام كل أبناء العرب في سبيل الدفاع عن حاضرهم ومستقبل الأجيال القادمة”.

اظهر المزيد


زر الذهاب إلى الأعلى