الأخبار

السيسى يفتتح قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادى

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي تعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت عنوان “الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد”، وذلك بحضور قادة الدول الأعضاء بالمنظمة وعدد من قادة الدول النامية والمنظمات الإقليمية والدولية.

وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس قد تسلم الرئاسة الدورية للمنظمة، وذلك خلال الجلسة الأولى للقمة التى تضم كل من مصر، نيجيريا، باكستان، إيران، إندونيسيا، ماليزيا، تركيا، وبنجلاديش، فيما انضمت دولة أذربيجان هذه الدورة.

وألقى الرئيس الكلمة الافتتاحية، التي ركزت على سبل تعزيز التعاون بين الدول النامية في مواجهة التحديات الدولية، بحضور قادة الدول الأعضاء فى المنظمة، وبمشاركة عدد من قادة الدول النامية والمنظمات الإقليمية والدولية.

وفي كلمته الافتتاحية، قال الرئيس السيسى، إن لكل دولة من دول المنظمة تاريخا وحضارة وثقافة، وكذا خلفيتها الاقتصادية التى تميزها، وهو الأمر الذى يعلى من قيمة المنظمة، ويعزز من روح التضامن والتكامل، والعمل المشترك.

وأعرب السيسي عن تقديره للدكتور محمد يونس، رئيس الحكومة المؤقتة لدولة بنجلاديش الشقيقة، لما بذلته بلاده من جهود متواصلة خلال رئاستها للمنظمة، ووجه الشكر لسكرتارية المنظمة بقيادة إيزياكا إمام على عملها الدؤوب وجهودها فى الإعداد لهذه القمة.

وأضاف السيسي أن القمة الحادية عشرة للمنظمة تنعقد تحت عنوان «الاستثمار فى الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد»، وهو عنوان له أكثر من دلالة لتركيزه على الاستثمار فى الشباب، الذين يمثلون عماد الأوطان فى الحاضر والمستقبل، فضلا عن أبعاده الاقتصادية المرتبطة بدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهى قاطرة حقيقية للتنمية فى الدول النامية.

وذكر السيسى، أن قمة منظمة الدول الثماني النامية، تأتي فى وقت يشهد فيه العالم، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص تحديات وأزمات غير مسبوقة، تحتل فيها الصراعات والحروب صدارة المشهد، وتسود فيه كذلك الحمائية الاقتصادية والتجارية، وازدواجية المعايير.

واعتبر أن أبرز الشواهد على الصراعات، هو استمرار الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى، فـى تحد لقــرارات الشـرعية الدوليـة، وما يصاحب ذلك من خطورة وتهديد بامتداد الصراع لدول أخرى، مثلما حدث مع لبنان، وصولا إلى سوريا التى تشهد تطورات واعتداءات على سيادتها ووحدة أراضيها، مع ما قد يترتب على احتمالات التصعيد واشتعال المنطقة، من آثار سوف تطول الجميع سياسيا واقتصاديا.

وتابع: «انطلاقا من مسئوليتنا المشتركة، للتضامن مع الشعبين الفلسطينى واللبنانى الشقيقين، تم تخصيص جلسة خاصة، خلال القمة عن الأوضاع فى فلسطين ولبنان».

وأكد السيسى، أن الدول النامية تواجه تحديات جسيمة، تعيق تحقيق تطلعات شعوبها، نحو الرخاء والتنمية، ومع نقص التمويل، وتفاقم الديون، وتوسع الفجوة الرقمية والمعرفية، وارتفاع معدلات الفقر والجوع والبطالة، خاصة فى أوساط الشباب، تجد الدول النامية نفسها فى صعوبة بالغة، فى تحقيق التقدم والنمو على نحو مقبول.

وشدد أن مواجهة تلك التحديات المركبة، تتطلب تضافر الجهود لتعزيز التعاون وتنفيذ مشروعات ومبادرات مشتركة، فى مختلف المجالات، وعلى رأسها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والاقتصاد الرقمى، وتطبيقات الذكاء الاصطناعى، والزراعة، والصناعات التحويلية، والطاقة الجديدة والمتجددة، بخاصة الهيدروجين الأخضر، ودعم وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

 

وتابع السيسي، على الرغم من تنوع المستويات الاقتصادية بين دولنا، إلا أننا نتفق جميعا على أهمية تبادل الخبرات والتجارب الناجحة، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”، مشيرًا إلى أن مصر على أتم الاستعداد لمشاركة تجاربها المضيئة مع الدول الأعضاء، خاصة تجربتها فى تنفيذ مبادرتى “حياة كريمة” و”تكافل وكرامة”، ومشروعات البنية الأساسية والعمران.

وأعلن السيسي، عن إطلاق 4 مبادرات خلال رئاسة مصر للمنظمة، إيمانا بأهمية إعطاء دفعة للتعاون المشترك بين دول المنظمة، كما أعلن أيضا عن اعتزام مصر التصديق على اتفاقية التجارة التفضيلية التابعة للمنظمة، تأكيدا لأهمية تعزيز التجارة البينية بين الدول الأعضاء.

وتمثلت المبادرة الأولى في تدشين «شبكة لمديرى المعاهد والأكاديميات الدبلوماسية»، لتعزيز التعاون فيما بينها، وبناء قدرات الكوادر الدبلوماسية، لمواكبة قضايا العصر الحديث.

أما المبادرة الثانية، هي إطلاق مسابقة إلكترونية لطلاب التعليم ما قبل الجامعى فى الدول الأعضاء، فى مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيات التطبيقية.

وتأتي المبادرة الثالثة بتدشين “شبكة للتعاون بين مراكز الفكر الاقتصادى” فى الدول الأعضاء، لتبادل الأفكار والرؤى حول سبل الارتقاء بالتعاون الاقتصادى والاستثمارى، ومعدلات التجارة بين دول المنظمة.

والمبادرة الرابعة هي تدشين اجتماعات دورية لوزراء الصحة بالدول الأعضاء، واستضافة مصر الاجتماع الأول عام 2025، لمناقشة سبل تعظيم الاستفادة من التطبيقات التكنولوجية والعلمية المتطورة، لتطوير هذا القطاع المهم.

وتمنى الرئيس السيسي في ختام كلمته التوفيق في الوصول إلى مشاورات ومباحثات مثمرة، لتحقيق الأهداف والمصالح المشتركة، لتلبية آمال وتطلعات شعوب المنظمة فى مستقبل أفضل.

السيسى يفتتح قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادى

 

اظهر المزيد


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى